الشرع يدعو السوريين للوحدة والسلم الأهلي بعد «اشتباكات الساحل»

الشرع يدعو السوريين للوحدة والسلم الأهلي بعد «اشتباكات الساحل»
الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع - أرشيف

 دعا الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، اليوم الأحد، إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، بعد اشتباكات دامية بين قوات الأمن ومسلحين موالين للرئيس السابق بشار الأسد في غرب البلاد، وفق وكالة "فرانس برس".

وفي السياق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل أكثر من ألف شخص، بينهم مئات المدنيين العلويين، منذ اندلاع العنف، الخميس، في إحدى القرى ذات الغالبية العلوية بريف اللاذقية، عقب محاولة قوات الأمن توقيف أحد المطلوبين.

وأرسل الجيش تعزيزات إلى محافظتَي اللاذقية وطرطوس، حيث أطلقت قوات الأمن عمليات واسعة لتعقب العناصر المسلحة الموالية للأسد.

أهمية التماسك الوطني 

شدد الشرع، خلال كلمة ألقاها في أحد مساجد دمشق، على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية ومنع تفاقم النزاع.

وقال: "ما يحصل في البلد هو تحديات متوقعة، لكن يجب أن نحافظ على السلم الأهلي قدر المستطاع، نحن قادرون على التعايش معًا في هذا الوطن".

وأحصى المرصد السوري مقتل أكثر من 700 مدني علوي، منذ بدء المواجهات، على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها.

وأكدت تقارير ميدانية تنفيذ عمليات إعدام جماعية بحق المدنيين، بدوافع طائفية أو مناطقية، وذكر المرصد أن الحصيلة الإجمالية للقتلى وصلت إلى 1018 شخصًا، بينهم 273 عنصرًا من قوات الأمن والمسلحين الموالين للأسد.

ردود فعل دولية

أعربت وزارة الخارجية الألمانية عن صدمتها إزاء التقارير حول أعمال القتل في سوريا، مطالبة الحكومة الانتقالية بمنع مزيد من الهجمات، وفتح تحقيق لمحاسبة المسؤولين عنها.

أرسلت وزارة الداخلية السورية، الأحد، تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس، وأعلنت استمرار عمليات التمشيط لملاحقة ما تبقى من فلول النظام البائد.

وأكد مصدر عسكري في وزارة الدفاع السورية اندلاع اشتباكات عنيفة بمحيط قرية تعنيتا في ريف طرطوس، حيث تحصن عدد من المسلحين الموالين للأسد.

ودخلت أرتال مسلحة تابعة لقوات الأمن إلى منطقة بسنادا في محافظة اللاذقية، حيث نفذت عمليات تفتيش للمنازل، وفق ما أفاد به مصور وكالة فرانس برس.

توثيق عمليات قتل 

نشر ناشطون والمرصد السوري مقاطع فيديو تظهر عمليات إعدام جماعي، حيث بدت جثث مدنيين مكدّسة في باحات المنازل، في حين كان النساء يصرخن حزنًا.

وأظهرت لقطات أخرى عناصر بلباس عسكري يأمرون ثلاثة أشخاص بالزحف على الأرض قبل إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة، كما ظهر مسلح يطلق الرصاص مباشرة على شاب في مدخل مبنى.

ووجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر، نداءً إلى الشرع لوقف المجازر وإعادة الأمن.

وقال: "استُهدفت المناطق العلوية والمسيحية، وسقط العديد من القتلى الأبرياء، بينهم نساء وأطفال".

قلق دولي من تصاعد العنف

حذر الباحث آرون لوند، من مؤسسة "سنتشوري إنترناشونال"، من خطورة الوضع، مؤكدًا أن المواجهات الأخيرة قد تؤدي إلى تصعيد طائفي يهدد استقرار البلاد.

وأوضح: "المقاتلون العلويون لا يشكلون تهديدًا مباشرًا للشرع، لكن التعامل معهم بالقمع قد يؤدي إلى تفجير الوضع بشكل غير متوقع".

وأعرب محللون عن قلقهم من أن يؤدي التصعيد الأخير إلى مواجهات أوسع، مع استمرار حالة الاحتقان بين مختلف الفئات، وسط مطالبات دولية بضبط النفس ووقف العمليات الانتقامية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية